يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
صدق الله العظيم.

يبدو أن مؤتمر لندن للسلام قد حظى باهتمام اعلامي أكثر مما يستحق بدءاً من الاعداد له والمشاركة فيه وحتى بعد ان انتهى.
انعقدت عدة مؤتمرات وندوات قبله وبعده لم يتناولها المعارضون الا قليلاوبإشارات عابرة رغم أن أجندتها كانت واضحة:

مستقبل العلاقات بين إرتريا وإثيوبياحضرها مثقفون من البلدين، وكانت الأطروحات أيهما أفضل: الفيدرالية أم الكونفيدرالية ( سان خوسيه ) مارس 2010م.

ثم كان مؤتمر ستوكهولم الذي رفع شعار السلام في القرن الإفريقي.

مؤتمر برايتون، لم يشارك فيه إثيوبيون وأجندته واضحة:

الحوار الإرتري - الإرتري

( أنا لم أقل أن أجندته غير واضحة لي ولكن أسباب اعتراض المعارضين لم تكن واضحة لي)

أغرب ضجة سمعتها من أحض المعارضين قال لى: لا نريدك أن تذهب الى برايتون لأنك " رمز "؟

بعد ذلك باسبوع ذهبت الى ستوكهولم وحاولت اقناع أحد الأشخاص الرافضين الذهاب الى ملتقى الحوار في " أديس أبابا " فقال لى: لا نريدك أن تذهب الى " أديس أبابا " لأنك " رمز " وستعطيهم شرعية!؟

نفس الحجة ولكن باتجاه معاكس.

أخشى ان يكون مفهومنا لمعنى الرمز مثل الرمز عند قريش مكة؟

يصنعون آلهتهم – الرمز – من التمر وعندما يشعرون بالجوع يأكلونها! هل أنا رمز للمقاطعة والانكفاء على الذات؟ أم الرمز اصبح مثل المرآة ينظر اليها كل فرد ليرى الصورة التي يريدها ... أي صورته هو.

ذهبت الى " برايتون " وعدت كما كنت لم أتوقع منه المعجزات بل نظرت اليه كمنبر للحوار واللقاء وتبادل الرأي. ساهمت مع الآخرين في تغيير أجندة المؤتمر وأولوياته ذلك لم يسعد المعرضين فكان حديث الأفك؟

المداخلة التي قدمتها كانت بعنوان " الحوار الإرتري – الإرتري " وتقع في خمسة وعشرين صفحة باللغة الإنجليزية وليس فيها سطر واحد عن السودان، لأنها تتناول الشأن الداخلي والعلاقة بين شركاء الوطن ... ومن أراد نصها يجد نسخة منها مع موقع " فرجت " وكانت بعنوان " أبجديات السياسة الإرترية ".

أما الأرض: فمن كانت ذاكرته قد أصابها الوهن ليرجع الى " الموبقات التسع " وفيها حلقة كاملة عن الأرض.

قلت وأقول وسأقول: ليست هناك مشكلة أرض في إرتريا بمعنى أن المساحة محدودة لا تكفي الإرتريين. هناك ثلاثة فاصل واحد مليون هكتار صالحة للزراعة يزرع نصفها فقط، ونصف المساحة المزروعة توجد فى " بركا والقاش. أين المشكلة إذن؟

1 تثبيت حقوق الملكية
2 التوزيع العادل والمشروع
زيادة الاستثمار لزيادة رقعة الأرض المزروعة.

لمواجهة تلك المعدلات يجب أولاً عودة اللاجئين الى ديارهم وتمليكهم حقوقهم في الأرض والممتلكات. وثانياً يتم التوزيع وفق قانون وتشريع من قبل مجلس تشريعي منتخب من الشعب وهو ما لا يوجد اليوم.

أما الإستيطان والتوطين فلا يمكن أن يكون على حساب الآخر ولا يجوز نزع ملكية أحد وتمليكها لآخر.

العلاقة مع السودان

الذين لا يقرأون لا يحق لهم الكتابة لأنهم لا يملكون المرجع. كتبت بوضوح وباللغة الإنجليزية في موقع " عواتي " قبل ذهابي إلى " برايتون " وقلت:

" إذا كان الآخرون يفكرون في الإتصال والتواصل مع من هم في " تقراي " فذلك حقهم ولكن يجب عليهم احترام وتأييد خيارنا نحن المسلمين – في الاتصال والتواصل مع امتداداتنا الاجتماعية والثقافية والتاريخية مع شرق السودان وعبر البحر الأحمر!.

حصلت على الجنسية السودانية عام 1957م. أي بعد عام واحد بعد استقلال السودان – فكيف أنكر ذلك الحق على الإرتريين اليوم.

أما الخوف من " الإستيعاب " والذوبان فالجنود الاوائل الذين التحقوا بعواتي كانوا في الجيش السوداني، وكانوا يحملون الجنسية السودانية! فكما أن هناك إرتريون – أمريكيين ولإرتريون أوستراليون...الخ أيضاً هناك إرتريون – سودانيون، ذلك حقهم المشروع وليس تفضلاً من أحد.

وإذا كان وزير ما في الحكومة السودانية من أصل إرتري فذلك حقه ونفخر به والرئيس الأمريكي أبوه من كينيا ولا أحد يقول عنه أنه أجنبى.

ودائماً يجب أن نفرق بين موقف الحكومات وموقف الشعوب، ذلك ينطبق على السودان وأثيوبيا وجيبوتى، أي نرعى حرمة الجوار ونصون حقوق الشعوب ونكون جاراً إيجابيا ومساعداً وهذا ما فشل فيه النظام الحالى.

السؤال:
لماذا هذه الحملة على مؤتمر " برايتون "؟

أنه نهج " شخصنة الصراع والخلاف " وطغيان التنافس غير الموضوعي وممارسة الاقصاء من خلال نشر الأكاذيب وتحريف الحقائق. وفي هذا الاتجاه فان الاعلام الإرتري المعارض وقع في المحظور وأصبح البعض يتنافس في اختلاق الأحداث وشغل القارئ بقضايا انصرافية.

لقد أأصبحت حكاوي المقاهي جزءا من مواد الإنترنت لا توثيق ... لا تدقيق ... لا تصحيح  ولا اعتذار! حتىمضمون الخبر وصياغته لا تعكس الارتقاء الى مستوى مقبول من الحرفية المهنية، أرجوا أن نرتقي قليلا إلى مستوى يليق بنضالات وتاريخ شعبنا وتطلعاته نحو غد مشرق وبناء دولة العدالة والمساواة وملتقىالحوار من اجل التغيير الديمقراطى سيكون خطوة على الطريق الصحيح وهذه الاشاعات وحملات التشكيك لن تساعد على خلق مناخ ايجابي لانجاح ذلك الملتقى.

كان الله فى عون الشعب الغرتري.