- يقال ان أحد الوزراء بالاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة ولا اذكر في عهد اي من الرؤساء بالضبط ولكن اعتقد انه جوزيف ستالين , عموما استقبل  الوزير مكالمة هاتفية  بمكتب الرئيس وبجواره تحديدا , وكان الحوار من طرف الوزير كالتالي : لا , لا , لا , لا, نعم !!!.

- فسأله الرئيس لماذا اجبت بنعم ؟ فاجاب الوزير (  سالني المتصل هل يعني ذلك ان كل الاجابات بالنفي ؟ فقلت نعم!!! وبذلك انقذ الوزير نفسه من موت محقق!.  

- واوجه الشبه بين مكالمة الوزير واسياس ان اسياس يبدا بلا في كل شيئ او قضية , وسيتمر في لاءاته ولا يستجيب او يقول نعم الا إذا اجبر على ذلك!!!.

- واليوم يعيد التاريخ نفسه , فكما هرول أسياس الى الجزائر منكسرا بعد ان اعلن على الملا عبر ابواق اعلامه بان الشمس ستشرق من المغرب اذا تم كسر جبهة بادمي هاهو اليوم ايضا ينسحب من الاراضي التي اختلق النزاع فيها مع جيبوتي ويقبل بالوساطة القطرية بعد  ان اساء الى سمعة ارتريا وجعل الشعب الارتري انموزجا للشعوب المتشاكسة .

- نعم اصبح الانسان الارتري اينما ذهب محاصرا بممارسات النظام المخزية والتي جلبت لارتريا واهلها العار, تلك السياسات التي  جعلت انسان ارتريا  يبدو للعالم وكانه انسان محب للدماء ومدمن للحروب , وخير  مثال لذلك الحرب والنزاع مع كل دول الجوار بدءا بالسودان ومرورا باثيوبيا وعبورا للبحر الاحمر مع اليمن و تتويجا بجيبوتي مؤخرا   !.

- فقد هرول رئيس النظام الذي لا يؤمن إلا بالقوة الى قطر مستجديا اميرها للتدخل ولحل الازمة الحدودية التي افتعلها  بنفسه ورفض كل الرجاءات والوساطات التي تقدم بها الكثيرون من قيادات دول ومنظمات دولية .

-  اسياس لا يتعلم فقد ذهب وسبق ملس زيناوي الى الجزائر وملس يناور ويعلن للعالم وهو باديس بان القرار ليس بيده بل بيد الشعب الاثيوبي وهو من يقرر ايقاف الحرب ام المواصلة فيها وذلك عبر اجتماع للبرلمان الاثيوبي .
( ولا حديث لنا هنا عن الشعب الارتري الذي لم يقرر الدخول في الحرب ولم يسأل للخروج منها, فاسياس هو صاحب الكلمة والقرار   ).
-  وفي وضع مشابه اليوم ايضا الطرف الجيبوتي كان صاحب القرار حيث اشترط انسحاب جيش اسياس اولا كشرط اولي ونفذ اسياس صاغرا راكعا (ممرمطا ) معه ما تبقى من كرامة للانسان الارتري !! .

- وكان بالامكان عدم الدخول في مثل هذه المتاهات منذ البدء او القبول بالمبادرات التي تقدم بها الوسطاء من قبل , كما كان بالامكان تجنب  الحرب مع اثيوبيا التي دفعنا 20 الفا من ابناء الشعب الارتري الذي كان يكفيه ما فقده في حرب التحرير لو قبل المبادرات التي قدمت والوساطات التي رفضت  !!!.


ولك الله يا شعب ارتريا ,,,
سليمان مندر
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.