جميعا إخوتي تخيلوا معي أنكم في زنازين المعتقل وانك لا ترى الشمس ولا تتحرك كثيرا ولا تعرف التاريخ ولا الزمن،ولا تستطيع قراءة الكتب أو تتصفح في المجلات والصحف السياسية أو الرياضية ولا تتصفح الانترنت ولا تتواصل مع أحبائك وأصدقائك وأسرتك في الخارج،ماذا أنت فاعل؟؟

هذه النعمة التي نحن فيها كبيرة جدا فنحمد الله عليها ونشكره كثيرا وواجبنا أن نتخيل أنفسنا مكان إخوتنا الذين هم في داخل المعتقلات يقهرون بل فيها من يشيخون وفيهم من يخرجون أموات ومنهم من يموت فيها ولا يعرف هل هو في عداد الأحياء أم في عداد الأموات،إن حياة المعتقل كريمة في دول عديدة فللمعتقل الحق في التعليم والتواصل مع العالم الخارجي وزيارات من قبل أسرته وله حق الدفاع عن نفسه والمرافعات القانونية،إلا في عالم المجرمون فلا قانون ولا يحزنون،أولا يطالب المجرمون غدا عند محاكمتهم في المحاكم المحلية أو الدولية بتوفير المحامين لهم وأنهم سوف يتهمون عدالة المحكمة بالتآمر عليهم!!وان لم يطالبوا بها فيجب على الشعب الارتري توفير المحاكمة العادلة لهم والمحامين ارتريين، واحترام المتهمين وتقديرهم وليس اهانتهم وإذلالهم كما فعلو بالشعب الارتري ليعطوهم بذلك جرعات في سماحة الشعب الارتري  .

إن إحساسك بعدم القدرة في فعل شيئ وانك مقهور من قبل السجانين وان لا حرية لديك في الحياة بطريقة كريمة وشريفة في وطن ضحى فيه الآلاف المؤلفة لهي مؤلمة جدا،ولكن العصابة مهما طال بها الأمد فشمس الحرية سوف تشرق يوما ما،وواجبنا ان لا ننسى معاناة هؤلاء وان نجعل من ذكرى هؤلاء المعتقلين يوما للمعتقل الارتري حول العالم حتى نعكس يسيرا من معاناتهم للشعوب وأصحاب الضمائر الحية حول العالم.

والادهي والأمر في شأن بعض المعتقلين يأتونه زوار الليل ملثمين كالخفافيش ويؤخذ المعتقل إلى مكان مجهول وتتجه أسرته نحو رجال الشرطة وتتحدث عن أن مجموعة أخذت عائلها أو ابنها واعتقلته ليلا فالرد يكون بالنكران وإننا لم نره،ويتساءلون ربما قد يكون أخذه الطابور الخامس!! وان أصرت الأسرة أو احد أفرادها المتبقين على أن رجال الحكومة ومخابراتها هم الذين أخذوه فالويل له لأنه سوف يلحق بالمعتقل أيضا.

يوم الأسير الارتري هي لفتة يسيرة جدا في سبيل الوقوف معهم ومع أسرهم التي تشردت وذاقت الأمرين مرارة فقدان ابنها أو عائلها ومرارة التشرد والتربص من قبل النظام فيوم من العام يسير للفت أنظار العالم إلى العصابة المتغطرسة في دولتنا الحبيبة التي تسرق شعبها ليلا ونهارا وترمي به في غياهب السجون والمعتقلات السرية،ولا تزال بعض دول العالم تساعد النظام على مواصلة غيه!!.

إن من أهم واجبات الدولة الوطنية  الحديثة توفير الحماية أي توفير الأمن للمواطن، والأمن كسلعة عامة تقدم لكل المواطنين وإلا لماذا يدفع المواطن الضريبة ويساهم في بناء الدولة التي ارتضى العيش فيها بدلا من حالة الطبيعة التي يقوى القوي على الضعيف،ولكنا في دولة افورقي دولة اللا دولة ودولة الفرد والعصابة التي تتحكم في مسيرتها أمزجة وآراء ومفكري المتناقضات، وأتمنى من ملتقى مؤتمر الحوار الوطني القادم أن يتبنى هذه القضية في بعدها الانساني والسياسي ومناقشة قضاياهم ومصير اسرهم،وايضا تحديد يوم وطني للاحتفال به في الدولة الارترية بعد نهاية الكابوس الجاثم على صدر شعبنا، حتى نتمكن من  تذكير شعبنا والأجيال القادمة بالمرارات التي عانى منها الجميع مسلمين ومسيحيين بدءا بأساتذة المعاهد الدينية والصحفيين والسياسيين والمدنيين!.


ادريس صالح