- مدينة لندن الجميلة أو مدينة ( الضباب ) كما يحلو للبعض أن يسميها , تلك المدينة الوادعة على نهر التايمز والتى تضم بين حناياها الكثير من أشهر المعالم والمباني والتى تجعل الكل يهيم بإلغاء نظرة عليها ويمني نفسه بزيارتها .
- جاءتنى السانحة تمشى على أقدامها لأزورها حيث  تمت دعوتي لحضور ( مؤتمر لندن للسلام ) .

- وحضور المؤتمر كان سيعفينى من دفع قيمة التذاكر الباهظة ( بالنسبة لي ) وتكاليف الإقامة والإعاشة .

- والزيارة كانت ستتيح لي أيضا رؤية برج بيغ بن أو برج الساعة ( ساعة بيغ بن ) والعبور من فوق جسر لندن الشهير والتجول بميدان بيكادييلي ومشاهدة المتاحف البريطانية العريقة .

- وكنت سأكمل الباقى ( من عندي)  أي أدعي رؤية مالم أتمكن من رؤيته !!! وكنت سأقول مثلا أننى سلمت على ملكة إنجلترا هناك وصافحت الأمير وليام وحضرت وليمة عشاء مع الأميرة ديانا والتى  رحلت عن الفانية  ( شبعت موتا  ) كما يقولون !!!.
- وأقول كما قال أحدهم عند عودته من زيارة للعاصمة السودانية الخرطوم  بعد أن أمضى بها اربعة  أيام , إدعى أنه نسى إسم ( الماعز ) بلغة التقري وقال لهم ( إسم الطليت شنو بالتقري ) طليت تعني الماعز بلغة التقري !!!

- وحضور المؤتمر كان سيمنحنى فرصة التعرف على شخصيات قرأت  أو شاهدت لها صورا فى واجهات المواقع  فقط  وفى مقدمتهم الأستاذ / عمر جابر .

- إذا ما الذي يمنعني من الذهاب إلى مؤتمر لندن هذا ؟ وما الذي يجعلني أعاتب الأستاذ / عمر جابر ؟؟.

- أولا لماذا لم أوافق على الدعوة أو اذهب لحضور المؤتمر :-

- لا شك ان السلام قيمة عظيمة وأحد أسماء الله الحسنى , والسلام كلمة يعشقها الشعب الأرتري بكل مكوناته فتجد هذه الاسماء حضورا : عبدالسلام , سلام , سلمى ,سلماويت وسالم وغيرها من الأسماء ذات الصلة بالسلام .
- والسلام مفهوم يمارسه الشعب الإرتري فى حياته اليومية , فقل ماتجد إقتتالا بين مجموعاته وبل حتى بين افراده , ويصعب ان تجد أزهاقا للأرواح فى زمن أصبحت الأنفس والأرواح تفارق الأجساد جميعا وفرادى في مناطق كثيرة من العالم !!!.
- كما انه يندر أن تسمع أن فلانا قتل علانا  فى أرتريا إلا بأيدي عصابات أسياس وإذا حدث ذلك تقشعر له ابدان شعب ارتريا وتهتز له كل اركان البلاد  .

- ولكن هذا الوضع قد لايستمر طويلا بسبب الممارسات الطائشة التي يتبناها النظام والتي جعلت الكل يفكر في طريق خلاصه وبدأ الكل يتمترس خلف مجموعته حفاظا على ما تبقى له من كرامة و إرث !!!!  

- وأن حربا اهلية تلوح في الافق وان كانت تحت مسميات مختلفة إن  لم نتصدى لها جميعا بقطع مسبباتها واسبابها , وذلك باقامة دراسات مستفيضة حولها واعادة علائق تبادل الاحترام بين مكونات الشعب الارتري باعادة المظالم وانصاف من يدعي ان الظلم واقع عليه .

- ولا إختلف مع الإخوة القائمين على امر المؤتمر من حيث إرساء السلام والبحث عنه ولكن اختلف معهم في ترتيب الاولويات , فلا يمكن ان نترك الاهم وذات الضرورة القصوى و نتدارس الثانوي ونوجد له الحلول !!! .

- فنحن الآن احوج ما يكون  للسلام الداخلى بين مكونات الشعب الأرتري أكثر من أي وقت مضى بدلا من البحث عن سلام  قائم اصلا بين إرتريا وأثيوبيا او دول الجوار  .

- ولا اريد ان اقول كما قال البعض ان المشاركون فى المؤتمر لم يكونوا شركاء بالسلطة أو لم يعطهم الشعب الأرتري أو الأثيوبي التفويض لتمثيله ,ولا اريد ان اردد قول البعض الاخر ان الجهة المنظمة لا تشمل عددا كبيرا من قوى المعارضة الأرترية ومنظمات المجتمع المدني وايضا لم يتم دعوة الكثيرمن قطاعات الشعب الأرتري للمشاركة فى المؤتمر  .

- ولا أريد هنا التشكيك كما يفعل الكثيرون حول الجهات الداعمة والتموييل , وما الهدف الحقيقي من اقامة مثل هذه المؤتمرات ؟ وإن كانت تساؤلاتهم مشروعة .
- عموما وليس في مؤتمر لندن هذا فحسب , الكثيرون اليوم يشككون فى العديد من المبادرات فقط لأنهم لم يتم دعوتهم للمشاركة بها  .

- وآخرون يطلقون الإتهامات جزافا فقط لأنهم لا يتوقعون أن يكون لهم نصيب الأسد فيها !!
- والبعض الآخر يشكك فيها فقط لانه  يكره القائمون على أمرها واصحابها حتى وان كانت الفكرة صائبة ومنتجة .

- والبعض يترددون فى كل فكرة لم يكونوا هم جزءا منها أو القائمون عليها من طرف هم اهلا للثقة عندهم  .

- وتحفظي وعدم تلبيتي الدعوة ليس لاي من الاسباب سالفة الذكر  ولكن لأننى لم إقتنع بفكرة المؤتمر (هذا فحسب) لاننى كنت أرى أننا بحاجة الى مؤتمرات داخلية , ووضوح ومكاشفة ونقاش , وبعدها إعترافات بحقوق لمجموعات وإعادة إعتبار لاطراف وترضيات ومصالحات قبل ان تبدأ الكارثة المجهولة وينفرط العقد وتتبعثر وحدتنا ويضيع مستقبل اجيال اخرى .
- ذلك رأي في مؤتمر لندن وسيكون وهذا موقفي منه حتى يثبت لي من القائمين على امره عكس ذلك .  
- أما عتابي للأستاذ / عمر جابر : ياتي فقط   لأنه رمز وايضا لان المبررات التي صاغها لحضور المؤتمر لم تكن مقنعة بالنسبة لي على اقل تعبير .
- وهو الذي يتحفنا بكتابته الرصينة والواضحة والتي هي محل اشادة واجماع من قبل الكثيرين.

- كما انه دأب على ان يزيل ما يكتبه ( بانه سطر تلك الاحرف لتكون زادا للاجيال) وحقا تزودنا  من معينه العذب الكثير, ولكن ما تعلمناه يتنافى مع خطوة مشاركته هذه من حيث مشاركته في مؤتمر لم تتضح معالمه بالنسبة له كما ذكر في كتاباته .

- ويحضرني قول الأستاذ / صالح جوهر ( قاضى ) مدير مركز عواتى  فى لقاء (بالغرفة الأرترية العربية بالبالتوك )  والذي قال فيه ان هناك  مجموعات تقوم بتنفيذ وإقامة بعض المؤتمرات وبعد إكتمال كل السيناريوهات والتصورات وتحدد النتائج وتحسم القرارات مسبقا تبحث عن باقي مكونات الشعب الارتري فقط لإضفاء الشرعية على مؤتمراتها , ولاعطاء  ووسم ماخرج  به المؤتمرون بانه وطني وان الجميع قد شارك فيه .
-  وذكر قاضي ( باولوس بعتاي ) المتعهد (الوسيط بين المنظمات والجهات الداعمة )  بتمويل مؤتمر لندن مثالا ,  وقد اكد الاستاذ / صلاح ابو راي عضو اللجنة التحضيرية ذلك في لقائه باذاعة  الجالية الارترية باستراليا والذي يمكنكم الاستماع اليه عبر موقع عونا  .

- ولا اقول ان ما قاله (قاضي) ينطبق على مؤتمر لندن ولكني لا اريد ان اكون جزءا  من حلقة لا افهم مداها , ولا مشروع لم تتضح لي بنوده المطروحة للتداول بعد , وذلك لان الامر سوف لن يتوقف عندي  بل سيكون محسوبا على شعبي اذا صح ما قاله صالح قاضي , لانني اعرف ( باولوس بعتاي ) الكثير  .


- وفي ذات الوقت الذي اعاتب في الاستاذ عمر جابر فانني واثق ايضا من حنكته وتجربته , خاصة بعد ان ذكر انه سيذهب الى هناك حاملا معه وثيقة العهد والتي يعني طرحها تناول الكثير من قضايا السلام الارتري الارتري وبذا يكون المؤتمر لامس قضايا الانسان الارتري .
-  واذا تم تناول هذه الوثيقة كورقة هناك فانني ساكون اكثر الناس سعادة , و أول المبادريين بالتهنئة بنجاح المؤتمر , وساندم و أأسف لانني لم اشارك فيه وايضا لانني فوت فرصة ذهبية وهي زيارة لندن الجميلة !!!

ولك الله ياشعب إرتريا,,,
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.