16 نوفمبر  2009 م

بات من المألوف أن يركن نظام الهقدف إلى إحياء ذكرى بطولات وتضحيات شهيدات وشهداء الوطن من أجل تحقيق مختلف اغراضه . ودعونا اليوم نقف أمام ملاحم البطولات والتضحيات الفريدة في العالم التي قدمتها المرأة الإرترية ، وهي حقاً محل إحترام وإفتخار الشعب الإرتري كله . حقاً كان استشهادهن من أجل كرامة وعزة الإنسان الإرتري ..لكنهن ُظلمنّ ..! نعم ظلمهن ممن إعتلى سدة الحكم . ولو تسنى لهن رؤية مشهد أوإثنين مما حاق ويحيق بالشعب الإرتري اليوم  .. لسمعن تأوهاتهن حسرة وخيبة من هذا المآل .!

لو تناهى إلى مسامع شهداتنا أن إسياس الذي  تربع على عرش السلطة بثمن حياتهنّ ودماء وآلام الجرحى أرسل وحداته الخاصة من "الكوماندو" للتصدي لمسيرة جرحى حرب التحرير من "ماي حبار" إلى أسمرا عام 1994م المطالبين سلمياً بتحسين أحوال " معسكرهم" ورفع مرئياتهم  لتساءلن : ما الذي حدث ..؟ وبماذا  سيعلقن عندما يعلمن إن حرباً وقعت بسبب نزاع حدودي مع إثيوبيا وبإصرار من إسياس وَحده ، ونجم عنها سقوط مئات الأولوف  بين قتلى وحرجي  ، ونزوح نحو مليون نسمة من قراهم، بعد التحرير الذي اقتضى 30 عاماً من النضال والتضحيات ..؟

وحين يدركن إن أسر الشهداء صارت كيتامى بلا راعٍ، وإن الفتيات أصبحنّ نهباً للإغتصاب والمتع الرخيصة في ساوا والخدمة الإلزامية المفتوحة المدى، فعدن يفضلنّ المغامرة بحياتهنّ والموت عطشاً وجوعاً في الصحراء الكبرى، فإن كن ذوات حظ وقطعنها، تستقر أجسادهنّ في قاع المتوسط وهنّ يمخرن عبابه في زوارق صيد بالية صوب إيطاليا..! لقلنّ ما الذي يجري ..!؟

وماذا يقلنّ حين يعلمن إن 11 من القياديين والبرلمانيين والعشرات من الكتاب والصحفيين أقتيدوا ذات ليلة إلى المعتقلات السرية لأنهم طالبوا بالحياة الدستورية في البلاد والديمقراطية في أركان السلطة، ليقضي عديدهم نحبه جراء التعذيب والأوضاع التي يعيشونها..وحين يعلمنّ أيضاً إن بينهم إستير فسهاطيون معلمة التثقيف السياسي في مدرسة الثورة ..؟ بالتأكيد سيذكرن حيويتها تلك .. وإبتساماتها العريضة ..! أما عن مريم حقوس .. سنايت دبساي .. أستير يوهنس .. إلخ وقت  نخبرهن كن معها .. لإشتعلن مرارة وحرقة ، ولعلا صدى نحيبهن ، مطالبات إتحاد المرأة بعدم ذكر أسمائهن وأسرهن بعد الآن ..! والإتجار بها .. ولقلن إن هذا الإتحاد لا يمثل المرأة الإرترية ، وإن قيادته ما عادت سوى يد يمنى لنظام أسياس أفورقي الديكتاتوري، في وقت تعاني فيه  المرأة الإرترية كل هذا القمع والإضهاد المريرين، وهي لاتحرك ساكنا ..!

اليوم وعندما يعرفن  إن مندوباته يطفن أنحاء البلاد والعالم مرتديات لبساً منسوجاً على ألوان العلم الإرتري لإحياء حفلات الذكرى الثلاثين لتأسيس الإتحاد ..! لعلقن : أى غباء يكسوا هذه القيادة ، وكل هذه المظالم تنفذ على يد قادة النظام ، ألا يدركن إن الأصل السيئ لا ينبت سوى فروع أسواء منه، وإن مصيرالقيادة الحالية للإتحاد آيل للسقوط كمثل النظام القهري الذي تتغذى عليه.. أليس النمط الذي تفكرن به مثير للتعجب .. أيعقل أن تطفن لإقامة حفلات الرقص والمجون والشعب الإرتري يعاني ما يعالني في هذا الوقت العصيب ..؟ كان من المفترض أن تقمن بتحريك الجماهير الإرترية  للتضرع إلى الخالق وللتظاهر السلمي ضد النظام الديكتاتوري من أجل إنقاذه . إن المرأة نصف المجتمع ولوقت قليل لو تحركت جموع المرأة فالنظام الديكتاتوري سترتجف أقدامه .. أما كان الأجدى أن تتوجهن إليهن بالدعوة الصائبة لإنقاذ شعبهن ..!؟